بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

اقرأ..

جنسية والدة حازم أبو إسماعيل.. من فضائية الى فضائية! سليم عزوز
2012-04-06


لأن حازم صلاح أبو إسماعيل هو المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية في مصر من بين المرشحين الإسلاميين، لذا فانه من الطبيعي أن يكون حديث الفضائيات في الأسبوع الماضي، بعد أن تفجرت قضية جنسية والدته، وكنت شاهداً علي فصل من فصولها، إذ كان هناك من يتربصون به الدوائر، وبدت صحيفة سوابقه ليس فيها ما يتم إدانته به، إلا بعض الآراء عن موافقته علي زواج الفتاة في سن الثانية عشر من عمرها، وهو أمر لا يقلق كثيراً في مجتمع صارت 'العوانس' فيه أكبر عدداً من أعضاء حزب 'الحرية والعدالة' ومعهم المؤلفة قلوبهم!لم أسمع هذه الفتوى من الشيخ حازم، لكني قرأتها في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدا الواقفون له علي الساقطة اللاقطة في رحلة بحث مضنية عما يسيء إليه، لأني كنت في السنوات الأخيرة من عمر والده من الذين يجلسون في حضرته، وكان يأنس لي علي الرغم من علمه أنني لست من شيعته، وفي بعض الأحيان كان يتحدث أمامي بكلام ليس للنشر دون أن يقول، وكان سره بطبيعة الحال في بئر، فالمجالس أمانات، ولا أذكر أنني جلست مع حازم، ففي المرات التي شاهدته فيها كان يقف خاشعاً أمام أبيه.كثيرون من اصدقائي يعرفون هذه العلاقة، ولهذا فقد بادر صديق بالاتصال بي يسألني: هل والدة حازم أبو إسماعيل أمريكية، إذ كان المخطط يقوم في البداية على أنها ليست مصرية أصلاً، وقد أخبرته أنها مصرية، وقلت له ضاحكاً: ابحثوا عن وسيلة أخرة لهدم الرجل بعيدا عن كون أمه أمريكية، ولم تكد تمر ساعات على هذه المكالمة حتي فوجئت بسيل منهمر من الأخبار على الشبكة العنكبوتية تشير الى أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، فقلت حينها ليتني قلت لهم أنها أمريكية وأنها خالة كونداليزا رايس مثلا، فيصبح من السهل الرد عليهم.عرفت بعد هذا من يقف وراء تسريب هذا الكلام، وقد ذكر بيانات عن الوالدة وعن كريمتها المتزوجة من مصري مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن راعني انه على الرغم من القول من ان الوالدة تحمل جواز سفر أمريكي إلا أنه لم ينشر صورة له، وان نشر بياناته، وقيل أنها دخلت به مصر من قبل، والمعنى ان صورة منه يمكن أن تكون موجودة في مصلحة الجوازات، كما انه لا بد أن تكون وزارة الداخلية على علم بذلك، لأنه لا يجوز لمصري ان يحصل على جنسية دولة أجنبية إلا بعد موافقة من وزير الداخلية المصري، وإلا سقطت عنه الجنسية المصرية.كان النشر يتم بغزارة، ولا رد من طرف الشيخ حازم، مما أثار الريبة في النفوس، وعندما رد عبر احدى الفضائيات الدينية، بدا وكأنه ليس مهتماً بذلك فلم يأخذ الموضوع بجدية، ووصل الأمر الى الفضائيات، تخرج من فضائية الى فضائية، وربما كان اول من تعرض لهذا الموضوع هو برنامج 'الحقيقة' لوائل الأبرشي على قناة دريم، وليلتها ناقش أكثر من برنامج من برامج 'التوك شو' الموضوع، وكنت ضيفاً على احدي الفضائيات وفي موضوع مختلف، ووجدتني طرفاً في الأمر، الذي فرض نفسه على برنامجنا الذي كان عن قرار جماعة الإخوان المسلمين بترشيح خيرت الشاطر، الذي صار ترشيحه هو الموضوع الثاني الذي سيطر على الفضائيات في الأسبوع الماضي، بعد جنسية والدة الشيخ حازم.تعلقت الأعين بالشيخ لكنه لم يتكلم، إلا بعد الهنا بسنة، وجاء على احدى الفضائيات ليقول 'قولا واحدا' ان أمه كان معها 'الجرين كارد' لكنها لا تحمل الجنسية الأمريكية، وبدا متخوفاً من أن يجري استبعاده بلعبة يشترك فيها أهل الحكم في مصر وأهل الحكم في واشنطن، وبدت المشكلة الأكبر في ان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قراراتها غير قابلة للطعن وان خالفت القانون ووضعته تحت قدميها.الغرض مرضالقوانين في الوطن العربي توضع مدفوعة بالغرض الذي هو مرض، وتأتي مشمولة بسوء القصد وقصد السوء، وعندما جرى التعديل الدستوري في عهد الرئيس المخلوع كان كلما أثار ثائر ثغرة تم سدها، فقد قيل حينها ماذا لو تم فتح باب الترشيح وترشح مبارك في مواجهة ايمن نور ثم مات مبارك، فهل ينجح نور بالتزكية؟، فتم النص على انه يتم فتح باب الترشح من جديد لتمكين الحزب الذي مات مرشحه من ترشيح آخر بدلاً من المرشح الذي انتقل الى الدار الآخرة.. وهكذا!ولهذا فقد صارت لدينا اطول مادة في تاريخ الدساتير، وكان من وضعها مثل الطبيب المتواضع الكفاءة الذي يحاصر المرض، فتذهب اليه لتشكو وجعاً في معدتك فيصف لك 'كرتونة علاج'، للقولون، ولقرحة المعدة، وللتلبك المعوي، ولعصر الهضم، ولسوء التربية'!.وقد تم وضع نص يحصن أعمال اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية من الطعن، على النحو الذي صارت فيه مثالاً حياً على العوار الدستوري، ليصير دستورنا غير دستوري، أي لا يتفق مع المبادئ العليا التي تحكم الدساتير.وعندما تنحى الرئيس المخلوع راعني ان اللجنة التي شكلت برئاسة المستشار طارق البشري لوضع تعديلات دستورية لثماني مواد قد استدعت هذه المادة المعيبة ووضعتها في التعديلات، وراعني انني كنت أول من أشار إليها أكثر من مرة، وفوجئت بأن هناك من لم ينتبهوا لها إلا في هذه الأيام.على قناة 'الناس' في الأسبوع الماضي تعرض المحامي مختار نوح لهذه المادة، واندهش مقدم البرنامج لأن ينتقد نوح مفكراً وقاضياً بحجم البشري، وهو رجل لمن لا يعرف كان قاضياً بمجلس الدولة واشتهر بالعدل، لكن مشكلته ان فيه جينات اخوانية، تتغلب أحياناً على المهنية فيه.لقد فر نوح من الميدان وقال ان هذه المادة جاءت في الإعلان الدستوري، الذي وضعه المجلس العسكري، ولا علاقة للبشري بها، وقلت بل جاءت في التعديلات الدستورية التي وضعها طارق البشري، وعاد مقدم البرنامج مندهشاً وهو يسأل نوح كيف لقامة بحجم البشري ان تضع هذه المادة، فكان جوابه ان هذا ليس هو الموضوع!قضية الموسملجنة التعديلات الدستورية التي شكلها المجلس العسكري في اليوم الأول لتنحي الرئيس المخلوع تحركت بدوافع الغرض، مع خالص احترامنا للجميع، فلأن احمد زويل كان ينتوي الترشيح، فقد جاء الشرط بألا يكون المرشح حاملاً لجنسية دولة أخرى بجانب الجنسية المصرية، وقيل حينها ان هذا الشرط يسري على الدكتور محمد البرادعي أيضاً، والذي فاجأ الجميع بأنه غير حاصل على جنسية غير الجنسية المصرية. ولأن زويل زوجته سورية، فقد اشترطت التعديلات ألا تكون زوجة المرشح غير مصرية، ثم كانت الكارثة باشتراط أن ألا يكون احد والدي المرشح قد سبق له الحصول على جنسية دولة أجنبية، حتى لو كان قد تنازل عنها، وهو قيد أبدي غير مبرر، لكنها النصوص عندما توضع مدفوعة بالغرض!وبهذا النص كان الحديث عن جنسية والدة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والتي أضعفت موقف أتباعه، فكثيرون لم يثقوا في تصريحاته، وهم حتى كتابة هذه السطور في انتظار ان تطمئن قلوبهم لصحة ما قال وبثته الفضائيات، لكن الدعاية المضادة كانت ضخمة وبدا واضحاً أنها تسعى لأن تنال منه، لأنه هو المرشح الرئاسي الاعلى صوتاً في مواجهة المجلس العسكري.مصائب قوم عند قوم فوائد، والفضائيات تبحث عن جنازة لتشبع فيها لطماً، وقد وجدت الجنازة منصوبة، فكانت جنسية والدة حازم أبو إسماعيل هي 'قضية الموسم'، ولم أتمكن من مشاهدة كثير من البرامج، والتي كانت تعتمد في مناقشة القضية على نفس الضيوف تقريباً وفي الليلة الواحدة، وصار الرمي بالجنسية المزدوجة هو الحديث المتداول، وبدلاً من ان الجنسية الأمريكية كانت تدخل في باب الوجاهة الاجتماعية صارت تهمة.شخص متعدد الجنسيات، نسي ان ينظر في المرآة، وذهب ليرمي مرشحاً للرئاسة بأنه حاصل على جنسية أخرى بجانب الجنسية المصرية، والدكتور سليم العوا اضعف المرشحين الإسلاميين للمنصب اطل من احدى الشاشات وقال ان مصدرا مسؤولا قال له ان والدة حازم تحمل الجنسية الأمريكية حينها هتفت: هي حصّلت المصدر المسؤول؟!لا نعرف مصادر العوا حقيقة لكن في برنامج 'مصر الجديدة' على قناة 'الناس' ذكرنا مقدم البرنامج بتصريح قديم للدكتور العوا ذكر فيه ان مصدرا قال له ان 'كاميليا' لم تدخل في الإسلام، وهي السيدة المسيحية التي قيل أنها أسلمت وان الشرطة سلمتها للبابا والتي تم حبسها بالدير، وبحسب كلام خالد عبد الله أنها أسلمت!العوا وثيق الصلة هذه الأيام بقادة المجلس العسكري، وكونه يطل عبر احدى الفضائيات ويعلن ان مصدراً مسؤولاً قال له ان والدة حازم تحمل الجنسية الأمريكية فان هذا معناه ان هناك دليلا على صحة ذلك وان المسألة لها ظل من الحقيقة، لكن المريب حقاً هو أن يستأثر المصدر المسؤول بالدكتور سليم العوا من بين الثمانين مليون نسمة في مصر بهذا الكلام، وكان على المصدر المسؤول أن يعلن الحقيقة للرأي العام بدلاً من تركنا في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج، ظلمات بعضها فوق بعض.كيد الضرائركلام الدكتور العوا لا يأتي إذن على قاعدة 'كيد الضرائر' لكن ربما يكون المصدر المسؤول اراد استخدامه أداة لتسريب مثل هذا الكلام لتمهيد الرأي العام لشيء ما.إثبات أن والدة حازم أبو إسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية ليس هو المشكلة لكن المخيف حقاً هو الفبركة اعتماداً على ان قرارات اللجنة العليا للانتخابات قراراتها محصنة من الطعن عليها أمام القضاء، وهنا تأتي قيمة التسريبات التي تمهد الأجواء!سليم العوا صاحب مصلحة في استبعاد المرشح الإسلامي الاقوي حازم أبو إسماعيل لان هذا سيمهد الأجواء لخيرت الشاطر، وقد يمنحه الإخوان منصباً معتبراً، فهو ليس مرشحاً جاداً للانتخابات الرئاسية، لكن وجود حازم بخلفيته السلفية التي ترفض انحيازات العوا الشيعية، هي مصدر قلق له ولطموحه السياسي.ولأنه أسبوع 'حرب الجنسيات' فقد أطل مرشح محتمل ليقول ان العوا والده سوري، فقال هو ان جده هو السوري وانه متجنس، وانشغل بالدفاع عن جنسية والده، ثم تم الإعلان عن ان عبد المنعم أبو الفتوح يحمل الجنسية القطرية، وانه دخل مصر قبل سنوات بجواز سفر قطري ولو حدث لجعله النظام البائد أمثولة، فقد يسمح هذا النظام لأحد ان يحمل الجنسية الإسرائيلية، لكن ان يحصل على جنسية البلد الذي يملك الجزيرة فهذا أمر غير مقبول البتة!ولا يخلو الأمر من فكاهة، فعمرو أديب بعل السيدة لميس الحديدي أتي بالتائهة وامسك الذئب من ذيله عندما قطع قول خطيب بإعلانه انه عثر على اسم والدة حازم ابو إسماعيل في كشوف الناخبين باحدى الولايات الأمريكية، سماها، ويبدو ان الفتى ثقافته مرتبطة وجوداً وعدما بالثقافة التي أنتجها الحزب الحاكم في مصر سابقا، بلجنة سياساته، التي كان يرأسها جمال مبارك، ففي عهده كانت كشوف الناخبين في مصر زاخرة بالموتى، والذين كانوا يذهبون الى لجان الانتخابات وينتخبون مرشحي الحزب الحاكم، ومعلوم ان والدة حازم ابو اسماعيل توفيت قبل عشر سنوات.إن شر البلية ما يضحك.صحافي من مصرazouz1966@gmail.com

ارسل هذا الخبر الى صديق بالبريد الالكتروني
نسخة للطباعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق