بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 أبريل 2012

قراءات

المفكر الكبير الدكتور أحمد كمال أبوالمجد: تقليص سلطات الرئيس القادم لضمان عدم استمرار نظام الفرعون

القاهرة 22 مارس 2012 الساعة 02:14 م أجرت الحوار...ميرفت شعيب المفكر الكبير والقانوني المخضرم الدكتور أحمد كمال أبو المجد ذو رؤية ثاقبة وقدرة علي تحليل الأحداث الراهنة التي تمر بها مصر فهو يري أن التشكيل الوطني مبدد بين شيع وأطياف متعددة واتفاقهم ضروري واختلافهم كارثي، ويري أن الوضع الاقتصادي خطير نتيجة لنقص السلع وقلة التصدير والضربات التي تلقتها السياحة، ويؤكد أنه في منطقة الشرق الأوسط تعمل 10 أجهزة مخابرات علي الأقل لصالح الدول الكبري، وكما يري أن من واجبنا ضرورة الحفاظ علي المكتسبات التي حققتها الثورة، كما يري أن استرداد ثروات مصر متعثر لأن من هربوا الأموال استخدموا وسائل ماكرة ولابد أن تثبت مصر أنها تحترم سيادة القانون لكي تستردها، ويطالب أن تكون يد الدولة قوية حتي يستعيد المواطن إحساسه بالأمن، ويؤكد أن مشكلة تكوين اللجنة التأسيسية لوضع الدستور سببها الرئيسي تأجيل وضع الدستور لما بعد نهاية الانتخابات ومن أجل ذلك وأكثر أجرت »الأخبار« معه هذا الحوار. كيف تري الأوضاع السياسية في مصر حاليا؟ - نحن المصريين لدينا قبل المشاكل السياسية والاقتصادية مشاكل في منهج التفكير المصري مستعجل ويريد حلا فوريا للمشكلات وهذا غير منطقي، ومنهج مواجهة التحديات له 3 عناصر لا يمكن القفز فوقها وأولها تحديد الهدف والثاني قراءة المشهد المعاصر بكل جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وثقافية، ثم إن هناك ساحات داخلية وأقليمية وعالمية ويخطئ من يظن أن الساحة الداخلية منعزلة ومقطوعة الصلة بالساحة الاقليمية أو الدولية، والبحث يجب أن يكون موضوعيا يتعامل مع الظواهر كما هي ويصفها وصفا دقيقا ويحدد نوعها وإذا ما كانت ثابتة أو متحركة وفي أي اتجاه، وثالثها أن يحدد الوسائل والآليات التي تحقق الأهداف في إطار المشهد، فالعصر الحالي فرض ظواهر جديدة مثل العولمة وهي أكبر ظاهرة ظهرت في تاريخ الكرة الأرضية ومن لا يعرف كيف يتعامل معها ويصل الي مكوناتها فهو ضار مضر وعليه أن يلزم بيته ويبتعد عن العمل العام. والمفروض أن نكون موضوعيين لا أن نري ما نحب وكأنه أعظم الأشياء وهذا خيال شاعري ونرفض أن نري ما نكره فنمحوه من الحقيقة رغم أنه موجود وهو انعدام بصر وبصيرة وهي خصلة تكاد تكون مستقرة في عشرات الملايين من المصريين. لقد عشنا مرحلة صعبة خلال الستين عاما الماضية ولأننا شعب ممارسته الديموقراطية محدودة نسبيا فكل مرحلة من مراحل حياتنا طبعها نظام الحكم فحكم عبد الناصرتنسب إليه حقبة بأكملها وحكم السادات تنسب اليها أيضا حقبة بأكملها ثم حكم مبارك ثم تهاوت الابنية وسقطت الأوعية والهياكل اهتزت ودخلنا في ثورة حائرة محيرة .. هذه هي الخريطة باختصار شديد. < وقاطعته: ولماذا تري أن الثورة حائرة محيرة؟ - أولا بدأت الثورة وليس لها هدف واضح ثم قررت أن هدفها إسقاط النظام ثم من خلال اللقاءات والحوارات بين الفرق والأطياف الفكرية المختلفة تبلورت الأهداف الثلاثة وهي عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية وهي أهداف كبيرة، والغريب أن كل أطياف الثورة اتفقت علي هذه الاهداف ثم بدأت تتفرق بعد ذلك فيشرد من يشرد ويختلف من يختلف وينفصل بعضها ويشق الجمع، فالتشكيل الوطني موزع ومبدد بين فرق وأشياع اتفاقها ضروري واختلافها كارثي، ونحن مقدمون علي الانتقال من نظام الي نظام والمشكلة أن تراكم السياسات الخاطئة في الستين عاما الأخيرة وصل بنا الي أزمة اقتصادية رهيبة بمعني أن السلع الاساسية قد تغيب والخدمات الاساسية قد لا تؤدي والمصري يتحول من ضجر الي ثائر شبه كلي وهذا خطأ كبير نسميه العدمية أي رفض كل شيء وعدم بناء بديل، وفجأة نظر الناس الي المرحلة الانتقالية واكتشفوا أنها اقتربت من نهايتها دون أن تبني شيئا أو تحقق إنجازا كبيرا فبدأ الشعب المصري ينتقم من نفسه ومن قياداته ومن المسئولين عن حفظ الأمن والاستقرار وإصلاح الاقتصاد وكل هذا طفا علي السطح في شكل مشاكل حادة بعد أن كانت المشاكل نائمة وهذه هي المرحلة المقلقة التي نحن علي وشك الدخول فيها. < ألم تكن هناك قوي أخري مشاركة في هذه المرحلة المحيرة؟ - في المجتمع الناس ينصهرون فيتأثرون بمعطياته بدرجات متفاوتة لكن كلنا نتفاعل لأن السلع المنتجة قليلة والتصدير قليل والسياحة أصيبت بضربات قاصمة أناس علي الحدود يدخلون أو لا يدخلون من سيأتي في هذه الظروف إذن أول ما نحتاجه القراءة الدقيقة للخريطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية هذا لم يحدث ومن لا يقول غير ذلك يكذب علي نفسه ولكن في المشهد مظاهر إيجابية فلدينا شباب حملوا المسئولية وقدموا التضحيات (فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) واحتفظوا بالثبات والقيم الكبري ولكن لدينا تحديات أخري لدينا أزمة منافسة عالمية فأي أقلية تريد أن تضع يدها علي كنوز المجتمع الذي يريد أن يقود التنمية ويعمل لكي يكثف الجهد ويصل الي نتيجة.. هذا هو التحدي الذي يواجه الأمة كلها بأجيالها المتعاقبة وللأسف لا أحد يصبر يريد أن يزرع النواة صباحا ويأكل منها في العشاء (إنما أعمالكم ترد إليكم ) (ولا تتمنوا علي الله الأماني ) نحتاج الي ائتلاف وطني حقيقي بدلا من الأقنعة التي يرتديها كل واحد ليخفي ما يريده وفي نفس الوقت يدخل في معارك مع الأطراف الأخري فمن أين تأتي الثقة ( فكلما دخلت أمة لعنت أختها ) لن نبني شيئا بهذه الطريقة وإنما سنهدم .وأنا أقطع أنه في منطقة الشرق الأوسط حوالي 10 جهات مخابرات تابعة للدول الكبري فنحن إذن في وهم كبير إذا تصورنا أننا وحدنا في الميدان هناك خصوم للثورة من داخل مصر وهناك قوي استعمارية تريد أن تري مصر منكسرة ومرتبكة بين أكثر من اتجاه. < وضع مصر الاقتصادي أصبح بالغ الحساسية مع انخفاض الاحتياطي النقدي وارتفاع الدين العام بشكل غير مسبوق في تاريخنا كله ..كيف تفسر هذا الأمر؟ - فعلا وضعنا الاقتصادي حساس جدا، وهو نتيجة تراكم قديم فلم نهتم بالزراعة ولا الصناعة ولا السياحة بما يكفي وأهملنا الخدمات الداخلية، وقبل كل هذا هناك مرفقان مهمان هما عماد النهضة: التعليم والصحة فالمدارس والجامعات تخرج خريجين دون المستوي وهي نتيجة طبيعية لانحدار مستوي التعليم وهي قضية مبدئية لأن التعليم سيسهل العمل في الصناعة والتكنولوجيا الحديثة وهذا لن يكون إلا بالإعداد الجيد للقوي البشرية فنحن للأسف لانعترف بالتدريب ونتصور أن الشهادة تكفي وهي نظرة قاصرة < وما وجه التشابه بين ثورات الربيع العربي؟ - تعقد المشهد بما يسمي ثورات الربيع العربي فكل ثورة منها لها سياق خاص ومعالم خاصة ولا يوجد نهج سوي يشد دول العالم العربي كله. < مع قرب انتهاء الفترة الانتقالية كيف تري ملامح الفترة القادمة؟ - نحن نقف الآن علي أعتاب مرحلة جديدة مع قرب انتهاء الفترة الانتقالية وكأنه مربع أنجزنا منه ضلعين وهما انتخابات مجلسي الشعب والشوري وبقي ركنان هامان ادارة شئون المجتمع بتوفير الأمن والاستقرار لنجري الاصلاح عن ادوات بشرية جاهزة وهم الشباب الذين سيتخرجون علي مدي السنوات الأربع القادمة، هذه العدة البشرية يجب أن تكون مدربة عن طريق ارسال بعثات للتدريب بالخارج أو استقدام مدربين لتدريبهم هنا لحمل هذه الأمانة الثقيلة، الأمر الثاني - أردنا أم لم نرد - فنحن ضحية المجتمع الدولي وعزل أنفسنا فأصبحت القضية المحورية لدينا وهي القضية الفلسطينية تترنح لأن ما نملكه من أدوات التغيير إلي الأفضل يعوقه أن الاطار البشري لم يدرب بعد وهذا معوق رئيسي، كما أن المنطقة العربية والاسلامية لا تتمتع بالاستقرار ولكنها تعاني من القلاقل والثورات ولم تصل الي مرحلة استرداد الأمن والاستقرار وننتهي من الهدم لنبدأ في البناء لا زلنا متلكئين ومستمرئين الهدم يجب أن نحافظ علي الثروة القومية ونحافظ علي الطاقة المصرية بتوظيف الناس في الأماكن المناسبة حتي يصب العطاء في صالح المصلحة الوطنية وهذا لم يحدث حتي الآن . طبعا من واجبنا أن نتفاءل للانجاز الذي حققته الثورة وبداية النظر في تثبيت النظام الديموقراطي لقد أمسكنا الآن ببداية طرف الخيط لنحارب أي قوة أجنبية تزاحمنا في بلدنا وفي نفس الوقت نستعمل الخيال في دفع العلم علي ايدينا لتحقيق الثروة التي لا تمنع الثورة وعينها علي أهدافها وعلي حراسة الجهد الوطني الذي نبذله وإلا فسوف تضيع هذه الثمرات. ثرواتنا المنهوبة < علي ذكر الثروة، كيف تسترد مصر الثروات المنهوبة التي تم تهريبها للخارج؟ استرداد الثروات المهربة متعثر بالفعل لأن بعض الذين هربوا الأموال كانوا من المهارة والمكر فاتخذوا وسائل تؤمنهم لكن هناك بعدا آخر ما لم تقدم مصر الدليل أمام المجتمع الدولي أنها يسودها سيادة القانون والنظام الديموقراطي والرغبة الجادة في الاصلاح بدءا من اليوم وليس بعد شهر فقد يؤخذ علينا عيوب كثيرة تتجلي في القمامة في الشوارع والمدارس والمستشفيات التي لا تصلح لاداء دورها. < وماذا عن الأمن الذي فقدناه؟ - مع زيادة أعداد البلطجية حتي من الأطفال،لا أستطيع أن ألوم الشرطي لأنه يجب أن يتم تمكينه ودعمه وحمايته ليتمكن من حفظ الأمن لقد سألت أحدهم فأجاب بأنه لو أمسك أحدهم فإنه يخشي أن يقال إنه يعتدي علي الجمهور، إذن لابد من دراسة موضوعية لحل هذه المشكلة صحيح أن قوات الأمن بدأت تتواجد في أماكن لكنها أيضا لازالت مختفية في أماكن أخري. < وهل تري ضرورة لإعادة هيكلة وزارة الداخلية؟ - ممكن بشرط أن تتم بإرادة مركزية قوية وبخطة زمنية وبالتفاوض مع قيادات الداخلية والعاملين فيها بعضهم يشعر أنه أهين ولا يستطيع أداء عمله فيقول (شيلوا الشيلة ) وبدأ سكان المناطق المتطرفة والمدن الجديدة يخافون من الخروج مساء، الدولة يجب أن تكون يدها قوية وإلا سنصبح جميعا مجنيا علينا وسيصبح إغراء بأن يشتري كل منا مدفعا رشاشا ليحمي نفسه فكأنك تدعو لزيادة العنف . < وننتقل للحديث عن اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور؟ فما رأيك فيما يثار حولها الآن؟! - المشكلة المثارة الآن أحد أسبابها الرئيسية- من وجهة نظري- إننا اتبعنا طريقا غير سليم في الترتيب الزمني للاجراءات التي من المفروض أن نقوم بها حتي نصل الي الانتقال الي النطام الديموقراطي في ظل دستور دائم، فعندما نتحدث عن مجلس الشعب أو مجلس الشوري أو رئاسة الجمهورية أليست هناك اجراءات وشروط لمن يترشح لكل منهم وماذا عن تمثيل المرأة والعمال والفلاحين، وهل نحن بحاجة الي مجلس شوري أم لا؟ كلها قضايا تنبع من دستور تراضي عليه الناس وانجزته هيئة تأسيسية ثم طرح للاستفتاء فمثلا عندما ذهبت لانتخابات مجلس الشعب كنت تحت تأثير أنني اذا لم انتخب عاملا أو فلاحا فسوف يبطل صوتي ولكن اكتشفت أنه يمكن اختيار أي اثنين وخلال فرز الاصوات تظهر النتيجة بحسبة معقدة وفوجئت بوجود لائحة طويلة من المرشحين المجهولين ووجدت صعوبة في المفاضلة بينهم ! ما هي شروط العضوية؟هل من الضروري وجود مجلس الشوري أم لا؟ لقد انتخبنا مجلس الشعب حسب إعلانات دستورية تأخذ وتترك من النظام القديم، وانتخبنا مجلس الشوري والدستور لم نزل نتكلم عن من الذي يضعه ولم نتوافق علي المباديء الرئيسية، ولكن الأمر إذا تم فيجب أن نقبله ولا نتكلم عن وسيلة نقده نحن مضطرون الي هذا ولكن نحن ازاء مشكلة كبيرة عندما انتخب الناخب عضو مجلس الشعب الذي يريده وعمل حسابه أن جزءا كبيرا من هذه الكتلة المنتخبة ستساهم في وضع الدستور فكأنه صوت مرتين مرة لاختيار عضو مجلس الشعب ومرة للتحكم والتأثير في عملية وضع الدستور وانتهينا إلي الشكل القائم لمجلس الشعب ومعه مجلس الشوري فالتيار الاسلامي ممثلا في الاخوان المسلمين وحزبهم الحرية والعدالة والسلفيين وحزبهم حزب النور أصبح لهم الصوت المرجح والعدد الأكبر في الهيئة التشريعية، طبيعي أن التزاحم علي المعركة الانتخابية يجعلهم يحاولون أن يكون مثلا 60 عضوا من أعضاء مجلسي الشعب والشوري حتي يعظموا من دورهم في الحياة السياسية، ومن خسر ولم يوفق ومنهم ثوار شباب الذين خاضوا معارك الثورة ولم يوضعوا في مجال التغيير والذين لم يكسبوا سيحاولون أن يلتفوا ويقدموا اقتراحات ومشروعات التي ترد لهم جزءا مما فقدوه ..وهذا صراع سياسي أرجو أن يظل سلميا لأنها معركة حياة أو موت بالنسبة لكثير من الاطراف سيحاربون فيها بما يجوز وما لا يجوز .ونرجو أن يكونوا علي مستوي من النضج والمسئولية بحيث لا يفعلون ذلك ولكن صعب فنحن مقبلون علي مشكلة صنعناها بأيدينا. < وما ملامح المناخ العام للأحداث الحالية؟ - في الحقيقة نحن فشلنا خلال ستين سنة من الحكم الاستبدادي ومهما نلف وندور ونتحايل ونقول عبارات براقة والنتيجة أن نظام الحكم اختزل في مادة وحيدة تقول (الرأي فيما قال الرئيس) أما باقي الهيئات والمؤسسات فهي ديكورية فالمبدأ موجود في النص وغير موجود علي أرض الواقع فكيف لنا أن نبني نهضة بهذا الشكل إذا كنت سأبنيها باطار بشري مبني في عهد الفساد، ثم حتي عملية التوافق علي المباديء تكون ملزمة سياسيا لم تتم بشكل نظامي وإنما كل حزب قدم مشروعه الخاص به. < الشيء المحير أن تشكيل اللجنة التأسيسية مسألة صعبة فما بالك بمدي الاختلاف المتوقع حدوثه بين أعضاء اللجنة خلال وضع الدستور؟ - في رأيي الشخصي أن الانسان يجب ان يستفيد من تجاربه السابقة.لقد أنشأنا نظاما فرعونيا وعلينا أن نتجنب تكرار هذه التجربة بمعني تقليص سلطات الرئيس وتوسيع مؤسسة الرئاسة وتمثيل واسع لكل قوي الشعب المشاركة في الثورة والتي ترغب وتشعر بالمسئولية عن صياغة الحياة في نظام جديد لابد أن تمكن كل هذه القوي من أن تجد لها مكانا بدلا من إقصائها لسنوات اخري ولذلك فإن وضع الدستور مهمة كبيرة لكنه ليس صعبا بالقدر الذي يتصوره البعض لأن السنوات الأخيرة أفرزت وعيا شعبيا بأمور يريدها الناس وأمور يريدون أن يتجنبوها وأهم ما يريدون تجنبه هو الفرعون أو الرئاسة التي لا يعلون فوق صوتها صوت. مرشحو الرئاسة < مارأيك في المرشحين المحتملين للرئاسة الذين تقدموا حتي الآن؟ - أنا أعرف معظمهم ولا أحب أن أفاضل بينهم ولكن كل ما أدعوهم اليه أن ينتقلوا من الأمور العامة الي التركيز علي الهموم الحالية لشعب مصر مثل الأمن والصحة والأزمة الاقتصادية المتمثلة في قلة الصادرات وتراجع السياحة وارتفاع الاسعار وهي اهتمامات كل بيت مصري نريد أن نسمع برامج المرشحين في كيفية إعادة الأمن فقد أصبح المواطن غيرآمن في بيته وفي الشارع وتزايد عدد الحوادث بشكل مفزع ودرجة العنف أصبحت متزايدة ونحتاج الي أجوبة محددة عن الأمن والاستقرار وتنفيذ خطة نهضة غير عادية، لو كل مرشح كشف عن أسلوبه وخططه بدلا من أن يقف ليقول أنا ربكم الأعلي أو أنا ومن بعدي الطوفان،والمفروض أن من يقوموا بتقييم اداء المرشحين تكون (ايديهم ماسكة) ولا يعطون درجات ولكن برامج المرشحين حتي الآن غير واضحة والمقارنة بينها صعبة والكل يقول نفس الكلام وواضح انهم يستفيدون من كلام بعضهم بعضا وقد يطور المهم أن يكونوا صادقين وليس كما يقول الشاعر : يقولون أقوالا ولا يفعلونها وان قيل هاتوا حقكم لم يحققوا، وهذه مصيبة كبيرة، لا أريد أن أطالب المرشح بخطة تفصيلية ولكن أن يكون لديه رؤية وخارطة طريق للخروج من الأزمة . < هل تتصور وجود بعض مرشحين عن المؤسسة العسكرية؟ - أتمني ألا يكون لها مرشح رئاسي، المؤسسة العسكرية لها دور المؤسسة العسكرية لها دور معروف في التاريخ في مصر. < وكيف يمكن أن يحدث التصالح بين المؤسسة العسكرية والشعب بعد الأحداث التصادمية خلال العام الماضي والتي هزت هذه العلاقة؟ - أولا الشعوب تنسي وثانيا الأزمة لها أسبابها مثل غموض دور المجلس العسكري وأحيانا غموض الرسائل الواصلة منه للجماهير وأحيانا بسبب التطاول عليه بما يثير الحفيظة ويوحي ويغري بالابتعاد وكلها سلبيات المرحلة الانتقالية،ولكني آخذ محمل الجد تصريحات رئيس المجلس العسكري المشير طنطاوي الذي يؤكد كل فترة أنهم عازمون عزما يقينيا علي ترك السلطة في موعد أقصاه 30 يونيو.. وذلك في صالح التجربة المصرية. < كيف تري أداء البرلمان حتي الآن؟ - مازال الوقت مبكر للحكم عليه ولكن لم تظهر فلتات نابهة ولها كاريزما حتي الآن لكن التجربة عمرها قصير ويجب أن نعطيها فرصة لتظهر نجوما برلمانية في سماء مصر . < من الواضح أن الحكم سيكون في الغالب في يد الاسلاميين في الفترة القادمة هل تتفق مع هذا الرأي؟ - ليس لهذه الدرجة لأن ديناميكية العلاقات الزمان لن تسمح بانفراد قوة واحدة وبالتالي فأنا أري أنه من الحكمة ما أعلنه الاخوان المسلمون من عدم وجود مرشح لهم ليكون هناك مفاضلة بين المرشحين . < هذا هو الرأي المعلن ولكن ربما تكون هناك خطط غير معلنة؟ - هذا لا يمنعه دستوريا ولا أخلاقيا من أن يؤيدوا مرشحا آخر وكل ما نرجوه ألا يتعجلوا في إعطاء أنفسهم شريحة كبيرة من الحياة السياسية لأنها تسبب صداعا لأصحابها المهم أن يلتفوا حول المرشح الذي ساهموا في نجاحه، إنما الانتخابات شيء وإدارة البلاد ديموقراطيا شيء آخر. < ألا تري أن عدم اقبال الناخبين علي التصويت في انتخابات مجلس الشوري يعبر عن عدم جدواه من وجهة نظرهم؟ - تجربة الناس مع مجلس الشوري غير مشجعة فقد كان ظلا يتم توجيهه لكن قد نري أن المرحلة القادمة صعبة وأن رسم السياسة الرشيدة يستدعي وجود مجلسين واحد فيه القوة والحيوية والثاني فيه الحكمة والخبرة المتراكمة. < وهل الحكماء ينتخبون أم يتم اختيارهم والمفروض أن مجلس الشوري يضم أشخاصا ذوي خبرة يعدون دراسات مهمة؟ - الخبراء يمكن أن نعرفهم فنشير اليهم ولكن الاختيار يفتح باب الهوي والتأثيرات غير المتوازنة إنما الانتخاب أدني لاختيار من عرفنا عنهم،أقول هذا رغم أن تجارب الدول كلها في الاستفتاء أن التحكم فيه سهل من جانب القوي ولكن يظل الاختيار في يد الجماهير التعددية هي الضمان أن من يختارون يكونون رموزا مرضية للشعب. < وهل تري أن الثورة أفرزت وأنضجت فئات واعية من الشعب المصري؟ - من جيل الشباب بصفة خاصة فمشاركات الشباب في البرامج الاعلامية ازدادت نضجا بمعدل هندسي وليس معدلا حسابيا وتحرك المسار كله بحركة سريعة فأصبحت هناك رؤية متكاملة وادراك لحجم المخاطر والكوارث التي تحيق بنا وادراك لضرورة البدء السريع وضرورة تعديل المنهج المصري في المشاركة، لم تعد المسألة اجتماعا حزبيا يحضره أحد السياسين وإنما درجة تأثيره وطريقة تعامله لا نريد من يستبدون بنا ولا نريد هواة يضيعوننا. نريد من اخترناهم بارادة حرة ومن طوائف نري أن مشاركتها مهمة فضممناهم الي مسيرة الثورة والنهضة والاصلاح. المرأة والثورة < ألاتري أن مشاركة المرأة المصرية في الثورة وتضحياتها لا تتناسب مع حجم ما نالته من مقاعد البرلمان؟ - نعم ولكن علينا أن نصبر قليلا ففي أيام الرئيس السابق مبارك تبني موضوع كوتة المرأة ولكن عندما آن أوان الأوان لم يختاروا سيدات ولا زال بعضهم يري أنه يجب ألا يضحي بالعملية الانتخابية من أجل مجاملة السيدة فلانة مثلا المفروض أن نتحمل ولا نضجر ولكن يجب أن نحرص علي تمثيل المرأة لأن كل شيء بالتدريج فهي لم تولد متدربة ولكن عندما نعطيها كرسي ونعرضها للتجربة العملية ستكون مشاركة فعالة ولدينا سيدات فاعلات جدا. < المادة 28 من الإعلان الدستوري مصدر خلاف بين القانونيين؟.. لماذا؟ - أنا أري أنهامخالفة للمباديء الدستورية العامة ومخالفة لنصوص أخري في الدستور نفسه وكان الامر أن تستكمل بحذف أو بإضافة فقرة تتضمن جهات تملك النظر في دستوريتها وصحتها دون أن تغلق الباب . < واذا لم يتسع الوقت لتعديلها؟ - ستكون ثغرة من الثغرات نغطيها فيما بعد بشرط ألا يكون هناك خلل عام في النتيجة النهائية تجعل الناس تقول ليس هذا الدستور الذي أردناه. < لا يمكن ألا نتطرق لتجربتك في مجال حقوق الانسان؟ فماذا عنها؟! - شاركت في المجلس القومي لحقوق الإنسان وحرصت علي أن أمزج وجوده بفكر حقوق الانسان واظن أن هذا المزج تم بشكل معقول والقضايا بهذه الدقة لا يمكن القفز عليها وإنما يجب معالجتها بشيء من الصبر الذكاء والمكرفي خدمتها ومتابعتها وأنا أزعم أن المجلس خلال فترة عملي به مع زملائي الكرام حول كلمة حقوق الانسان من كلمة مستنكرة الي كلمة يتعلق بها من يؤمن بها ومن ينكرها. وأصبحت موضة حتي في داخل القوات المسلحة والشرطة إذن التجربة نجحت وأصبح لدي الناس وعي بحقوق الانسان واصبح تفكيرها مركزا علي إحياء حقوق الانسان لأنه بهذه الحياة تحيا أمورا أخري في الدستور وفي الممارسة العامة . < وأخيرا مسألة سفر المتهمين الأجانب في قضية التمويل الأجنبي كيف تقيمها؟ - أزعم أن الأداء كله لم يكن علي النحو الذي نتمناه كفاءة وحسابا للأمور وتواصلا مع الرأي العام لأني متأكد أن الذين اجتهدوا كانوا يهدفون للمصلحة العامة لكن اداءهم لم يوصلنا لرؤية حقيقية من جانب الشعب لما وراء هذا الاجراء ولهذا فكل الاطراف تلقي الاتهامات علي بعضها والكل يتنصل منها، ماذا يحدث لو عرفنا أنها صفقة التي أرادوا بها تحقيق صالح البلاد بدلا من أن تصبح نكتة سخيفة. نقلا عن جريدة الأخبار المصرية



هل لديك تعليق؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق